عاجل
السبت 19 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

ألمانيا تعترف بارتكاب إبادة جماعية بناميبيا خلال الحقبة الاستعمارية وتعويضهم لمدة 30 سنة

لأول مرة.. تعترف دولة أوروبية بارتكاب إبادة جماعية في ناميبيا بعد أكثر من 105 سنوات من وقوع الجريمة لتكون ألمانيا نموذجاً، في محاسبة النفس بعد كل هذه السنوات. 



ووافقت الحكومة الألمانية على تقديم تعويضات مالية للشعب الناميبي التي تزيد قيمتها على 101 مليار يورو. وكان المستعمرون الألمان قد قتلوا عشرات الآلاف من شعبي قبائل هيريرو وناما في ناميبيا في مذابح منسية وقعت أوائل القرن العشرين.  

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، الجمعة، أن أعمال القتل تلك إبادة جماعية. وقال، في ضوء مسؤوليات ألمانيا التاريخية والأخلاقية، إن بلاده تطلب العفو من الشعب الناميبي خاصة أحفاد الضحايا.  

وحول التعويضات المالية، قررت ألمانيا دعم مشروعات التنمية في ناميبيا من خلال برنامج المساعدات الذي تبلغ قيمته 101 مليار يورو. 

وينص الاتفاق، الذي توصل إليه البلدان، على أن يتم دفع التعويضات على مدار فترة 30 سنة عن طريق تمويل مشروعات بنية تحتية ورعاية صحية وبرامج تدريب ستعود بالنفع على المجتمعات التي كانت أكثر تضررا بتلك الجرائم. 

وفي هذا الصدد، قال متحدث باسم الحكومة الناميبية، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن اعتراف ألمانيا يعد خطوة أولى في الاتجاه الصحيح. 

وجاء الاتفاق، الذي تم الإعلان عنه الجمعة، عقب مفاوضات دامت خمس سنوات مع ناميبيا، التي احتلتها ألمانيا من عام 1884 حتى عام 1915. 

فما قصة "تلك المذبحة المنسية"؟ 

كانت البلاد تعرف حينذاك بـ"جنوب غرب إفريقيا الألمانية"، حيث وصف المؤرخون جرائم الإبادة المنسية التي ارتكبتها القوات الألمانية بأعمال "إبادة أوائل القرن العشرين" منسية. 

وتعرف الأمم المتحدة جريمة الإبادة الجماعية على أنها مجموعة من الأعمال، بما في ذلك القتل، التي يتم ارتكابها بقصد تدمير مجموعة وطنية أو أثنية أو عرقية أو دينية بشكل كامل أو جزئي.  

ويذكر أن عمليات الإبادة الجماعية قد تم انطلاقها عام 1904 عقب اندلاع تمرد لشعبي هيريرو وناما ضد استيلاء المستعمرين الألمان على مساحات من الأراضي وقطعان من المواشي تعود لهاتين القبيلتين.

وكان لوثار فون تروثا، قائد الإدارة العسكرية الألمانية هناك ذلك الوقت، قد أصدر أمرا بإبادة هاتين القبيلتين، مما أدى إلى إجبارهما على النزوح إلى الصحراء.

وكان كل من يحاول العودة إلى أرضه، يتعرض للقتل أو الاحتجاز في معسكرات خاصة من خلال نظام للعمالة يخدم المصالح الألمانية.

ولا يوجد رقم محدد لعدد الذين قتلوا بسبب المرض والإرهاق والمجاعة، إلى جانب، تعرض بعضهم للاستغلال الجنسي والتجارب الطبية، لكنه يعتقد بأنه عشرات الآلاف.

ونالت ناميبيا استقلالها في عام 1990 بعد عقود من سيطرة المستعمرين الألمان عليها عقب الحرب العالمية الأولى.

وفي عام 2018، أعادت ألمانيا إلى ناميبيا بعض الرفات البشرية، التي كانت قد استخدمها الألمان في أبحاث علمية سعت إلى إثبات التفوق العرقي للأوروبيين البيض، وهي أبحاث ينظر إليها الآن على أنها سيئة السمعة. 

وقال الناشط ليدلاو بيرنجاندا، رئيس جمعية الإبادة الجماعية الناميبية، إن عرض مساعدات التنمية لم يكن كافيًا.

وأضاف بيرنجاندا، لـ”بي بي سي”: "نحن في الواقع لا نقبل هذا العرض لأن شعبنا فقد أراضيه وثقافته، وقد فر الكثير منهم إلى بوتسوانا وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى انتقال بعضهم إلى توجو والكاميرون".  

وقال وزير الخارجية الألماني، إن المفاوضات كانت تهدف إلى إيجاد طريق مشترك نحو مصالحة حقيقية تستذكر الضحايا مع أفراد قبيلتي هيريرو وناما اللتان كانتا ممن شاركتا في المحادثات.

كما قال، في بيان رسمي: "سنشير رسميا، ومن الآن فصاعدا، إلى تلك الأحداث من المنظور المعاصر وهو أنها كانت جرائم إبادة جماعية."  ومن المتوقع أن يزور الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، ناميبيا عقب ذلك لتقديم اعتذار رسمي للشعب الناميبي.   

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز